أحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد صباحا مساء و يوم الأحد هذا أنا وطني لحد النخاع أفرح لنجحات أدباء تونس و إكتشافات علمائها و أسعد لتألق شباب وطني الغالي هذا الشباب الذي وجدت متعة في تأطيره من خلال عملي كمدرس في الجامعة التونسية. بقدر حبي للخضراء فأن العين تدمع عند مشاهدة أرض أجدادي تحترق و لا وجود لمن يهب لنجدة الوطن الذي يستغيث : الكل يغني لليلاه . الحكومة لم تعد قادرة على إطفاء الحريق أما المعارضة فلم تنزل بعد من برجها العاجي.
ماذا قدمنا تونس ؟ هل حافضنا على مكتسبات دولة الإستقلا ل ؟ نحن أبعد مما يكون عن روح المسؤولية و ما تقتضيه من تضحيات جسام و دفاع عن قوتنا اليومي ،
حماية لأرواحنا من الإنزلاق الى غول العنف. لقد تحولت الساحة السياسية الى حلبة صراع و تطاحن بين حزب حركة النهضة الحاكم و الإتحاد العام التونسي للشغل، النقابة المركزية الأهم في البلاد التونسية . تمتد أوجه هذا الصراع السياسي الإيديولوجي العميق الى بداية حكم الترويكا حيث شلت الإظرابات البلاد مخلفة الخسائر و التشكيات وهذا ما دفع البعض الى ردة الفعل ، فكانت حادثة القمامة الشهيرة الي أتهمت من خلالها النهضة بمحاولة تشويه الإتحاد و ذلك بإلقاء الزبالة أمام مقرات الإتحاد . ما إن هدأت الأمور حتى إشتعلت من جديد من خلال إنتفاضة أهالي سليانة ؛ فكان جزاء الإتحاد،على إثر مساندته لقضية شعب سليانة ، الإتهام بالتسيس ؛ ومرة أخرى عادت الأمور الى مجاريها ؛ لكنها سرعان ما إنفجرت بعد الإعتدا ء على مناضلي الإتحاد في ساحة محمد علي ، رمز الكفاح، بمناسبة الإحتفاء بذكرى وفاء زعيم النقابيين فرحات حشاد ؛ غير أن التصريحات النارية و التجاذبات السياسية أشعلت نار الفتنة ؛ تمثل الدعوة للإضراب العام حلقة خطيرة في مسلسل التصعيد السياسوي ! هذه الدعوة قسمت البلاد و جيشت العباد فحولتهم الى وقود نار حرب أهلية ستأتي على الأخضر و اليابس !
هذا حال بلادي في زمن الثورة في زمن الكوليرا ! كنت أود أن أقول " هيهات لن ينتصر غول التطرف و الإرهاب سنتصدى لهم ...لن يمروا.الولاء لله والوطن" لكن لم يعد باليد حيلة : لقد سبق السيف العذل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق