السبت، 18 مايو 2013

تونس فوق الجميع






أحب البلاد كما لم يحب البلاد  أحد صباحا مساء و يوم الأحد هذا أنا وطني لحد النخاع أفرح لنجحات أدباء تونس و إكتشافات علمائها و أسعد لتألق شباب وطني الغالي هذا الشباب الذي وجدت متعة في تأطيره من خلال عملي كمدرس في الجامعة التونسية. بقدر حبي للخضراء فأن العين تدمع عند مشاهدة أرض أجدادي تحترق و لا وجود لمن يهب لنجدة الوطن الذي  يستغيث : الكل يغني لليلاه . الحكومة لم تعد قادرة على إطفاء الحريق أما المعارضة فلم تنزل بعد من برجها العاجي.
ماذا قدمنا تونس ؟  هل حافضنا على مكتسبات دولة الإستقلا ل ؟ نحن أبعد مما يكون عن روح المسؤولية  و ما  تقتضيه من تضحيات جسام و دفاع عن قوتنا اليومي ،
 حماية لأرواحنا من الإنزلاق الى غول العنف. لقد تحولت الساحة السياسية الى حلبة صراع و تطاحن بين حزب حركة النهضة الحاكم و الإتحاد العام التونسي للشغل، النقابة المركزية الأهم في البلاد التونسية  . تمتد  أوجه هذا الصراع السياسي الإيديولوجي العميق الى  بداية حكم الترويكا حيث شلت الإظرابات البلاد مخلفة الخسائر و التشكيات وهذا ما دفع البعض الى ردة  الفعل ،  فكانت حادثة القمامة الشهيرة الي أتهمت  من خلالها النهضة بمحاولة تشويه الإتحاد و ذلك بإلقاء الزبالة أمام مقرات الإتحاد .  ما إن هدأت الأمور  حتى إشتعلت من جديد من خلال إنتفاضة أهالي سليانة ؛  فكان جزاء الإتحاد،على إثر مساندته لقضية شعب سليانة ، الإتهام بالتسيس ؛ ومرة أخرى عادت الأمور الى مجاريها ؛ لكنها سرعان ما إنفجرت بعد الإعتدا ء على مناضلي الإتحاد في ساحة محمد علي ، رمز الكفاح،  بمناسبة الإحتفاء بذكرى وفاء زعيم النقابيين فرحات حشاد ؛ غير أن التصريحات النارية و التجاذبات السياسية أشعلت نار الفتنة ؛  تمثل الدعوة للإضراب العام حلقة خطيرة في مسلسل التصعيد السياسوي ! هذه الدعوة قسمت البلاد و جيشت العباد فحولتهم الى وقود نار حرب أهلية ستأتي على الأخضر و اليابس !
هذا حال بلادي في زمن الثورة في زمن الكوليرا !  كنت أود أن أقول " هيهات لن ينتصر غول التطرف و الإرهاب سنتصدى لهم ...لن يمروا.الولاء لله والوطن" لكن   لم يعد باليد حيلة : لقد سبق السيف العذل .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق