أمينة فيمان أو مرعبة المجتمع التونسي بكل مكوناته ! إنه لشيئ غريب و سريالي حينما تكتشف بأن حداثي تونس من اليساريين و العلمانيين يدافعون عن الهوية العربية الإسلامية و كأنها مقدس محرم ! هل تناسى هؤلاء أن الهوية متغيرة و متحركة حيث ان كل ما هو ثابت في الحقيقة يتغير بتطور العقل البشري ! بالتالي فإن دفاع هؤلاء عن الهوية اتونسية يدعو للحذر و الريبة فنحن أمام خيارين : الدفاع عن الهوية قد يكون نتيجة فهم خاص و خاطئ للمسألة إما إننا أمام خداع سياسي و نفاق أخلاقي و قيمي ! لعل الكثير من أقطاب أحزاب المعارظة قد إستوعبوا درس فيلم "برسبوليس" فأرادوا بذالك الدفاع عن مواقعهم السياسية خوفا من غضب الناخب المحافظ ! من يدري فلعل الهوية أصبحت سلاح من تاه في رحاب الحداثة الواسعة !
لسائل أن يسأل هل التعري يمثل خطرا حقيقيا قد يهدد هويتنا ؟ هل تعرية الجسد أخطر على الهوية من إختراق الثقافات الغربية بيوتنا عبر وسائل الإعلام و الإتصال الحديثة ؟ هل تمثل أمينة خطرا يمس من هبة الدولة و الأمن القومي ؟ هل هي أخطر من صندوق النقد الدولي و البنك الدولي اللذان يهددان إستقللنا الداخلي و أمننا و مستقبل أولادنا ؟
هل بشاعة جريمة أمينة أخطر علينا من غباء بعض سياسينا ممن متهنوا المتاجرة بالكلام الفارغ و ممن إشتهروا بممارسة الهذيان الفكري ؟ طبعا جريمة أمينة تكمن في تعريتها لجسدها علنا غير أنها في الحقيقة عرت أشباه السياسين من الحداثيين و الإسلاميين المتشددين .