الجمعة، 25 أبريل 2014

تقبيل و تطبيع

الشعب لتونسي شعب عجيب وغريب ؛ شعب يحب اللعب و الشغب و ينبذ في نفس الوقت الفسق و يخاف من كلمة " عيب".
 التونسي يجمع كل أصناف التناقضات ، هو يغضب و ينتفض في الشوارع نصرة لأخيه  الفلسطيني المقهور  الذي شاهده التونسي من خلال تلفزيون الجزيرة. إنه مواطن عربي عاطفي بإمكان أجهزة الإعلام أن تجعل منه مناضل قومي  و إرهابي في نفس الوقت.  
  بنو وطني يحبون الحياة كما لم يحبها أحد ،  صباحا مساء و ليلة لأحد عندما يأتي المساء و يهجم التونسيون على العلب  الليلية ، الكباريهات و النزل الفخمة : الكل يبحث عن لذة فانية يتقسمها مع تونسيات أ و أجنبيات ،  طبعا من شيمنا التفتح على الآخر ! التونسي في لحظة النشوة مستعد للتقبيل و التطبيل و التطبيع إن لزم الأمر . و كما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب ، فلا عجب سادتي من سماع خطب التطبيع التي غزت مؤسساتنا ، كيف لا و الكل يخطب ود اللوبي الصهيوني ! طبعا استقبال إسرائيلي في ذهن هؤلاء هو عمل وطني ينصهر ضمن قيم التسامح  و التضامن الإنساني ؛ و كأنهم تناسوا بأن أرض فلسطين قد اغتصبت و نكل بأبنائها و شرد أحفادها ! لعلهم تناسوا بأن  القدس الشريف يدنسه أولاد السفاح شارون  

التونسي ( إلا من رحم  ربي ) يعاني من انفصام في الشخصية جعل منه تائها يبحث عن موطن قدم له ، حيث أنه عجز عن التماهي الفعلي مع مفردات الحضارة الغربية ولم يستسغ مقومات الثقافة العربية  الإسلامية ! هنا يكمن الفرق بين شعوب صنفت نفسها ضمن الشعوب المختارة و شعوب اختارت أن تكون  "مقعارة " !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق