الشعب لتونسي شعب عجيب وغريب ؛ شعب يحب اللعب و الشغب و ينبذ في نفس الوقت الفسق و يخاف من كلمة " عيب".
التونسي يجمع كل أصناف التناقضات ، هو يغضب و ينتفض في الشوارع نصرة لأخيه الفلسطيني المقهور الذي شاهده التونسي من خلال تلفزيون الجزيرة. إنه مواطن عربي عاطفي بإمكان أجهزة الإعلام أن تجعل منه مناضل قومي و إرهابي في نفس الوقت.
بنو وطني يحبون الحياة كما لم يحبها أحد ، صباحا مساء و ليلة لأحد عندما يأتي المساء و يهجم التونسيون على العلب الليلية ، الكباريهات و النزل الفخمة : الكل يبحث عن لذة فانية يتقسمها مع تونسيات أ و أجنبيات ، طبعا من شيمنا التفتح على الآخر ! التونسي في لحظة النشوة مستعد للتقبيل و التطبيل و التطبيع إن لزم الأمر . و كما يقول المثل إذا عرف السبب بطل العجب ، فلا عجب سادتي من سماع خطب التطبيع التي غزت مؤسساتنا ، كيف لا و الكل يخطب ود اللوبي الصهيوني ! طبعا استقبال إسرائيلي في ذهن هؤلاء هو عمل وطني ينصهر ضمن قيم التسامح و التضامن الإنساني ؛ و كأنهم تناسوا بأن أرض فلسطين قد اغتصبت و نكل بأبنائها و شرد أحفادها ! لعلهم تناسوا بأن القدس الشريف يدنسه أولاد السفاح شارون
التونسي ( إلا من رحم ربي ) يعاني من انفصام في الشخصية جعل منه تائها يبحث عن موطن قدم له ، حيث أنه عجز عن التماهي الفعلي مع مفردات الحضارة الغربية ولم يستسغ مقومات الثقافة العربية الإسلامية ! هنا يكمن الفرق بين شعوب صنفت نفسها ضمن الشعوب المختارة و شعوب اختارت أن تكون "مقعارة " !